13
إِسْحٰاقَ وَ يَعْقُوبَ نٰافِلَةً وَ كُلاًّ جَعَلْنٰا صٰالِحِينَ وَ جَعَلْنٰاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنٰا) 1. وهكذا يصبح بحث (الإمامة) من أهمّ بحوث الفكر الإسلامي على المستويين العقيدي والتشريعي، وهو بحث متشعّب الجوانب متعدّد الأبعاد، حيث نحاول تسليط الضوء على بعضها بمقدار ما يرتبط ببحث العصمة، ونتناول في هذا القسم بحثها القرآني من خلال إمامة نبيّ الله إبراهيم عليه السلام التي نصّ عليها الكتاب العزيز، وما تفيده مفردات الآية المباركة من مفاهيم قرآنية تمّت للعصمة بأوثق صلةٍ.
فوائد البحث وآثاره
أهم النتائج التي نرومها من وراء هذه الدراسة هي الكشف عن تأكيد القرآن الكريم على أنّ الإمامة هي عهد الله تعالى الذي لا يناله الظالم، وأنّ الصبر واليقين شرطان أساسيان للإمام، وأنّ اليقين لا يحصل إلّا برؤية الملكوت، وأنّ رؤية الملكوت مشروطة بالطهارة، وهي العصمة.
العهد في اللغة والاصطلاح
أصل العهد الحفاظ، ومنه اشتقت معانيه، كالعهد بمعنى الميثاق واليمين والوصية واللقاء والمنزل ونحو ذلك، قال الجوهري: العهد: الأمان، واليمين، والموثق، والذمة، والحفاظ،