36اخرى كالادراك العقلي والقلبي (الشهود والمكاشفة)، والآية الكريمة تنفي بوضوح تام الادراك البصري لكنها ساكتة عن الانواع الاُخرى للإدراك.
ومن الشواهد القويّة والقرائن القطعية على ردّ هذا التفسير للآية الكريمة هي الروايات المنقولة عن أئمّة أهل البيت عليهم السلام ، حيث نصت على أنّ المراد ب- (لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ) هو نفي احاطة الوهم به تعالى فضلاً عن الرؤية البصرية، وهم عدل القرآن والاَوْلى بتفسيره، وقد صرّح علماء الإمامية بتواتر هذه الروايات 1.
وقد روى الشيخ الكليني في الكافي من طريق صفوان بن يحيى، قال: سألني أبو قرة المحدث أنْ ادخله على أبي الحسن الرضا عليه السلام ، فاستأذنته في ذلك، فأذن لي، فدخل عليه، فسأله عن الحلال والحرام والأحكام، حتى بلغ سؤاله إلى التوحيد، فقال أبو قرة: إنّا روينا أنّ الله قسم الرؤية والكلام بين نبيين، فقسم الكلام لموسى، ولمحمد الرؤية، فقال أبو الحسن عليه السلام : «فمن المبلغ عن الله إلى الثقلين من الجن والإنس (لاَتُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ) 2، و (لايُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) 3 ،و (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) 4، أليس محمد؟»، قال: بلى،