37 قال عليه السلام :
«كيف يجيئ رجل إلى الخلق جميعاً فيخبرهم أنّه جاء من عند الله وأنّه يدعوهم إلى الله بأمر الله فيقول:
(لاَتُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ) و (لايُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) و (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ )ثم يقول أنا رأيته بعيني وأحطت به علماً وهو على صورة البشر؟! أما تستحون؟! ما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا أن يكون يأتي من عند الله بشيء، ثم يأتي بخلافه من وجه آخر؟!»، قال أبو قرة: فإنّه يقول: (وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى) 1، فقال أبو الحسن عليه السلام :
«إنّ بعد هذه الآية ما يدلّ على ما رأى، حيث قال: (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى) 2، يقول: ما كذب فؤاد محمد ما رأت عيناه، ثم أخبر بما رأى فقال: (لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى) 3، فآيات الله غير الله، وقد قال الله: (وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً) فإذا رأته الابصار فقد أحاطت به العلم ووقعت المعرفة»، فقال أبو قرّة: فتكذّب بالروايات؟ فقال أبوالحسن عليه السلام : «إذا كانت الروايات مخالفة للقرآن كذّبتها، وما أجمع المسلمون عليه أنّه لا يحاط به علماً ولا تدركه الابصار وليس كمثله شيء؟)» 4.
وروى في الكافي أيضاً من طريق عبد الله بن سنان، عن أبيعبد الله عليه السلام في قوله تعالى: (لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ