28 لا في الأحاديث ولا في التاريخ، بل يكفي مقارنة رواياته مع بعضها لنجد التناقضات الكبيرة!! فكيف بمقارنتها مع روايات المؤرخين الآخرين، وكيف بمخالفتها لمتون الأحاديث الصحيحة؟! 1.
2 - إنّ محتوى الحديث لا يرقى لمستوى الاحتجاج به، لوجود التهافت والاضطراب والارتباك الواضح بين فقراته، مما يشهد على وضعه؛ إذ نجد الراوي يصوّر في البداية حركة ابن سبأ الشديدة، حيث استطاع أن يحدث ثورة ويدسّ دعاته في أغلب الأمصار التي تعج بالصحابة وأغلب التابعين، بل ويؤلّب الناس على عثمان.
ثمّ ينقل مشهداً آخر عن دار الخلافة، فيصوّر الخليفة عثمان غير مطّلع بشكل كلّي على حركة ابن سبأ.
ثمّ يعود وينقل صورة ثالثة وهي استمالة قومٍ من مصر لعمار الذي بعثه عثمان لتقصّي الوضع فيها، ممّا دفع عبد الله بن سعد بن أبي سرح وإلى عثمان على مصر إلى مكاتبة الخليفة بشكل سريع ليطلعه على هذا التصرف من عمار.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: لو كان لعثمان ولاة على الأمصار، ولهم عيونهم عليها التي تأتيهم بالأخبار عن كل صغيرة وكبيرة، ويكاتبونه فيها بهذه السرعة، بحيث أطلعوه على