27 (عمدة النسابين) 1.
وقال في موضع آخر: هناك لفظان موهمان يتكئ عليهما بعض موثقي سيف بن عمر... ألا وهما قول الذهبي: (كان إخبارياً عارفاً)، وقول الحافظ بن حجر: (عمدة في التاريخ)، وحقيقة أنّ الذهبي قد قال تلك الكلمة في رواة كذابين غير سيف، فهو يكثر من قوله: (أديب عارف)، أو (نسابة عارف) أو (أخباري عارف)، مع أنّ الذهبي نفسه يصفهم بالكذب والضعف في مواطن أخرى! والدليل على ذلك أنّه ضعف سيفاً في أكثر من مكان من كتبه، فهذا اللفظ (الموهم) لا يقدّمه على (التضعيفات الصريحة) إلا مكابر.
كذلك الحافظ ابن حجر نجده يردّ رواياتٍ لسيف تاريخية بحتة في الإصابة وغيرها، فمراد الحافظ - والله أعلم - إنّ سيفا يعتبر شيخاً في التاريخ مثلما كان الكلبي شيخاً في الأنساب، مع أنّ الاثنين ضعيفان جرب عليهما الكذب.
ثمّ لو افترضنا أنّ الحافظ يثق في سيف بن عمر فماذا نفعل بعشرات المحدّثين الآخرين الذين سبروا روايات سيف بن عمر وكانوا أقرب لعصره من الحافظ بن حجر، وهم أعلم وأدرى به من المتأخرين؟! ثم وجدنا أقوالهم وأحكامهم - بعد الدراسة والمقارنة - صحيحة، وهي أنّ سيفاً متروكٌ كذّابٌ لا يعتمد عليه