29 ما قام به أهل مصر من استمالةٍ لمبعوثه إليهم -أي عمار- خلال سفره القصير وبأمر من الخليفة نفسه، فكيف لم يخبروه بتحركات ابن سبأ التي كانت بتلك الضخامة التي صورها الراوي في المشهد الأول، لاسيما وأنّه كان يؤلّب الناس على عثمان ويدعو للثورة عليه؟!
ثمّ كيف استطاع هذا اليهودي أن يحدث هذا ا في المجتمع الإسلامي ويؤثر على ثلّة من كبار الصحابة ممّن أقاموا الدين وتحملوا ألوان العذاب وضربوا المثال الأسمى في الصلابة والإيمان والصبر لدرجة أنّه قلب الأوضاع في عاصمة الخلافة بشكلٍ أدّى إلى مقتل عثمان بذلك الشكل؟!
القول الثاني: وهو القول المنقول من غير طريق سيف بن عمر
يلاحظ المتتبع لهذه الأخبار أنّه ليس فيها دور يذكر لابن سبأ سوي أنّه من الكذابين الذين كذبوا على الله تعالى ورسوله الكريم(ص) وأنّه من الغلاة الذين غلوا في أمير المؤمنين(ع)، وإليك هذه الأحاديث:
1 - ما أخرجه أبو يعلى الموصلي(في مسنده) من طريق محمدبن الحسن الأسدي، حدثنا هارون بن صالح الهمداني، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن أبي الجلاس، قال : سمعت عليّاً يقول لعبد الله السبائي: «ويلك! والله ما أفضى إلي بشيء كتمه