19 بأذنين ويُبصر بعينين وهكذا، قياساً للواجب المطلق بالإنسان المحدود وتشبيهاً له به، وقد قال الشهرستاني:
وأمّا مشبهة الحشوية فحكى الأشعري عن محمد بن عيسى أنّه حكى عن مضر وكهمس واحمد الهجيمي أنّهم أجازوا على ربّهم الملامسة والمصافحة وأنّ المسلمين المخلصين يعانقونه في الدنيا والآخرة إذا بلغوا في الرياضة والاجتهاد إلى حدّ الاخلاص والاتحاد المحض، وحكى الكعبي عن بعضهم أنّه كان يجوّز الرؤية في دار الدنيا وأنْ يزوره ويزورهم، وحُكي عن داوود الجواربي أنّه قال: (اعفوني عن الفرج واللحية واسألوني عمّا وراء ذلك)، وقال إنّ معبوده جسم ولحم ودم وله جوارح وأعضاء من يد ورجل ورأس ولسان وعينين وأُذنين، ومع ذلك جسم لا كالأجسام ولحم لا كاللحوم ودم لا كالدماء وكذلك سائر الصفات، وهو لا يشبه شيئاً من المخلوقات ولا يشبه شيء، وحُكي عنه أنّه قال: (هو أجوف من أعلاه إلى صدره مصمت ما سوى ذلك وأنّ له وفرة سوداء وله شعر قطط) 1.
فقد أثبت هؤلاء الصفات لله تعالى في ما ورد في التنزيل من الاستواء والوجه واليدين والجنب والمجيء والإتيان والفوقية، وأجروها على ظاهرها، يعني ما يُفهم عند إطلاق هذه الألفاظ على الأجسام.