20
ويلاحظ عليه:
إنّ التعطيل باطل بصريح العقل والنقل:
أمّا الدليل العقلي فيرتكز على مبدأ البساطة افة للذات المتعالية، ومقتضى ذلك نفي الحدّ والتركيب عنه تعالى بكل أشكاله الخارجية أو العقلية أو التحليلية، فالله سبحانه لا يمكن أن يكون محدوداً، فضلاً عن أنْ يكون جسماً.
وأمّا الدليل النقلي الذي يتنافى مع هذا الفهم، فثمَّة كثرة من الآيات والروايات التي تدحضه صراحة، فمن الآيات الكريمة يكفي قوله تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) 1، وقوله تعالى: لاٰ تُدْرِكُهُ الْأَبْصٰارُ وَ هُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصٰارَ وَ هُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ 2.
وقد وردت روايات كثيرة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام في ردّ هذه المقولة، كقول الإمام عليّ عليه السلام في المأثور من خطبه:
«كذب العادلون بك إذ شبّهوك بأصنامهم، ونحلوك حلية المخلوقين بأوْهامهم، وجزّأُوك تجزئة المجسّمات بخواطرهم، وقدّروك على الخلقة المختلفة القوى بقرائح عقولهم. وأشهد أنّ من ساواك بشيء من خلقك فقد عدَل بك، والعادل بك كافر بما تنزّلتْ به محكماتُ آياتك ونطقت عنه شواهد حجج بيّناتك» 3، وقوله عليه السلام :