18أمّا المجسمة فقد جمدوا على ظواهر بعض الآيات المتشابهة، فنسبوا صفات الموجودات المادية وأفعالها إليه تعالى؛ من قبيل الحزن والفرح والذهاب والمجيء والجلوس والقيام وما شاكل ذلك من الصفات والأفعال، بل زعموا صراحةً بأنّ لله تعالى يداً ورجلاً كسائر المخلوقات، وقد سمي هؤلاء بالمجسمة والمشبهة لأنّهم يقولون بالصفات الجسمانية ويشبهونه تعالى بسائر المخلوقات.
ونفى بعض آخر قدرة الإنسان على معرفة صفاته تعالى مطلقاً، وتمسكوا أيضاً بظواهر آيات أخرى، غير أنّهم لما وجدوا أنفسهم أمام الآيات الصريحة التي تنسب صفاته إليه تعالى اضطروا إلى إرجاعها للمعاني السلبية فأولوا العلم بنفي الجهل وهكذا.
وسلكت فئة أُخرى طريق الاعتدال في ذلك فرفضت التشبيه الافراطي والتنزيه التفريطي، وسنقوم في هذه الدراسة الموجزة بعرض موجز لأهمّ النظريات التي طرحت حول مسألة ثبوت الصفة لله تعالى، وبيان الصحيحة منها:
المشبّهة
تتلخّص نظرية المشبّهة في أنّ المفهوم يصدق على الواجب وعلى الممكن سواءً بسواء، فالله تعالى - حسب زعمهم - يسمع