22أبي الحسن عليه السلام قال: قلت له: ما معنى صلاة الله وصلاة ملائكته وصلاة المؤمنين؟ قال: صلاة الله رحمة من الله، وصلاة ملائكته تزكية منهم له، وصلاة المؤمنين دعاء منهم له 1.
قلت: إن صحَّت الرواية فلا كلام يقال بعدها، وإلا فربما يقال: بما أن الله تعالى ذكر كلمة (يُصَلُّونَ ) خبراً عنه سبحانه وعن ملائكته، فلا بد أن يكون معناها واحداً في حق الله تعالى وحق ملائكته، لما تقرَّر في الأصول من عدم صحّة استعمال اللفظ الواحد في أكثر من معنى.
وعليه، فلعل الأرجح في معنى الصلاة هو الثناء الجميل من دون تفريق بين معنى صلاة الله تعالى وصلاة الملائكة وصلاة الناس.
ولا يخفى أن الصلاة لها معان متعددة تختلف بحسب مواقعها من الكلام، والمنقول عن كتاب ابن خالويه أن الصلاة لها تسعة معان:
الأول: الصلاة المعروفة بالركوع والسجود.
الثاني: الدعاء، كقوله تعالى: ( وَ صَلِّ عَلَيْهِمْ ) [التوبة: 103]، ومنه الحديث: «
إذا دُعي أحدكم إلى طعام فليُجب، فإن كان مفطراً فليأكل، وإن كان صائماً فليُصلِّ »، أي فليدْعُ لأرباب الطعام بالمغفرة والبركة.
الثالث: الرحمة التي هي صلاة الله، قال السيد بهاء الدين بن عبد الحميد والشيخ مقداد: إنها الرضوان، تفصّياً من التكرار في قوله تعالى: ( أُولٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوٰاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ ) [البقرة: 157]، وقال ابن خالويه: العطف لاختلاف اللفظين.
الرابع: التبريك، كقوله تعالى: ( إِنَّ اللّٰهَ وَ مَلاٰئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ )، أي يباركون عليه.
الخامس: الغفران، كقوله تعالى: ( أُولٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوٰاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ )،