21 قال شيخ الطائفة الشيخ محمد بن الحسن الطوسي قدس سره: يقول الله تعالى مخبراً أنه يصلي وملائكته على النبي صلى الله عليه وآله، وصلاة الله تعالى هو ما فعله به من كراماته، وتفضيله، وإعلاء درجاته، ورفع منازله، وثنائه عليه، وغير ذلك من أنواع إكرامه، وصلاة الملائكة عليه مسألتهم الله تعالى أن يفعل به مثل ذلك.
ثم قال: ثم أمر تعالى المؤمنين المصدِّقين بوحدانيته المقرِّين بنبوّة نبيّه أن يصلّوا أيضاً عليه، وهو أن يقولوا: اللهم صلِّ على محمد وآل محمد، كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم - في قول ابن عباس. ثم أمر المؤمنين أيضاً أن يسلِّموا لأمره تعالى وأمر رسوله تسليماً في جميع ما يأمرهم به، والتسليم [أيضاً] هو الدعاء بالسلامة، كقولهم: سلَّمك الله، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته، وكقولك: السلام عليك يا رسول الله 1.
القول الثاني: أن صلاة الله تعالى هي ثناؤه على النبي وآله، وتبجيله لهم، وصلاة الملائكة هي ثناؤهم على النبي ودعاؤهم له.
قال الطبرسي قدس سره: (
إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ )، معناه: أن الله يصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويثني عليه بالثناء الجميل، ويبجِّله بأعظم التبجيل، وملائكته يصلون عليه: يثنون عليه بأحسن الثناء، ويدْعون له بأزكى الدعاء 2.
القول الثالث: ما رواه الترمذي في سننه عن سفيان الثوري وغير واحد من أهل العلم أنهم قالوا: صلاة الرب: الرحمة، وصلاة الملائكة: الاستغفار 3.
قال القرطبي في تفسيره: والصلاة من الله رحمته ورضوانه، ومن الملائكة الدعاء والاستغفار، ومن الأمة الدعاء والتعظيم لأمره 4.
ويشبه هذا المعنى ما رواه الشيخ الصدوق قدس سره بسنده عن أبي المغيرة عن