8عندئذٍ يصعب على الطبيب معالجتها؛ فلا يرى بدّاً إلّا باستئصالها وإلّا فالموت والهلاك المحتوم، وهكذا هو حال زرع الفتنة والفرقة بين أبناء الأمّة الواحدة، فما لم نتوقّاها أو نعالجها منذ اللحظات الأولى فإنّها تستشري وتنتشر في جسد هذه الأمّة، التي وصفها المولى تبارك وتعالى بقوله: ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنّٰاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ تُؤْمِنُونَ بِاللّٰهِ ) [آل عمران:110]، فما دامت الفتنة والفرقة منكراً وخطراً على وحدة الأمّة وكيانها، فلماذا لا ننهى عنها، ونقف بوجهها وبوجه كلّ من يدعو لها؟
ونحن إذ نعيش عصر التقدّم والمدنية والتنوّر العلمي في مختلف المجالات الحياتية، فلماذا نجهل عقولنا فنتركها وراء ظهورنا؟ ولماذا نبقى نركض وراء دعاة الجاهلية الأولى؟ ولماذا وإلى متى نبقى ننتظر تدخّل عدوّنا لحلّ مشاكلنا والحل بأيدينا؟ إلى متى نبقى نحارب دعوة ديننا، والقرآن والسنّة والعلماء عندنا؟ وإلى متى ومتى ومتى...؟!
فيا إخوة الإيمان، ويا دعاة الإسلام، ويا علماءنا الأعلام، انتبهوا لما يخطط إليه الأعداء وقوى الاستكبار العالمي، وما يروم الوصول إليه، فالإسلام والمسلمين في عهدتكم، وهم اليوم يستغيثون بكم، وطلّاب الحرية والتحرر يدعونكم، فهلّا سمعتم دعوتهم، ونصرتم استغاثتهم، واستجبتم لمطالبهم؟! وها هو التكفير يغزوكم في قعر دياركم، وها هو ينازعكم لينتصر عليكم، فلماذا هذا السكوت المخيّم عليكم؟ ولماذا كلّ هذا الخنوع والاستسلام لعدوّكم؟ ألقوّته وضعف حجّتكم، أم لخوفكم من شرّه وشراره، أم ماذا؟ فإنّكم بسكوتكم هذا تقضون على شوكتكم وقوّتكم، وتشتتوا أبناء أمّتكم، وعندها فلا فائدة بدعوة المصالحة الوطنية والوحدة الإسلامية !!
وعليه فمن هذا المنطلق الرامي إلى بيان الحقّ وكشف الحقيقة والواقع، وإلى بيان زيف الأقوال والمدّعيات باسم الدين والدفاع عن التوحيد من قبل بعض الأقلام المأجورة التي جنّدت كلّ قواها من أجل ضرب الإسلام، وإيقاد الفتنة بين أبنائه، من خلال كيل التهم لدعاة الحقّ، وتشويه الحقائق بمختلف الوسائل التبليغية المتاحة لها، كافتراءات داعية الضلال عبدالرحمن محمّد سعيد دمشقية، وبعض أذيال الوهابية، لمّا وجدوا أنفسهم عاجزين