9على مجابهة الحقّ بالحقّ، لجأوا لهذه الأباطيل والافتراءات كوسيلة لتضيل الأمّة الإسلامية حاولنا أن نضع النقاط على الحروف، ليتّضح للقارئ بأنّ مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، الذي غرست بذرته بيد النبيّ الأكرم محمّد(صلى الله عليه وآله) منذ اللحظة الأولى ( وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) وإلى يومنا هذا باق ينتهج النهج القويم، ويسير على الصراط المستقيم، صراط الذين أنعم عليهم من آل محمّد(عليهم السلام)، فهو كما قيل عنه: «وكفاه فخراً أن يثبت حقّانيّته من كتب خصمه»، وهل بعد الحقّ إلّا الباطل؟!
منهجية البحث في هذا الكتاب
الكتاب الذي بين يديك عزيزي القارئ، يبيّن لك آراء علماء المسلمين من غير الشيعة الإمامية حول هذه الجماعة التكفيرية، التي اتّخذت من التكفير سمة لها، ومنهجاً لحركتها ودعوتها، ثمّ راحت ترمي به غيرها ممّن لا يعتقد بفكرها ولا يؤمن بمنهجها؛ لأنّها جماعة ضيّقت على نفسها، وحجرت على عقلها، فكان دعاتها يعتمدون في حركتهم التبليغية عبر وسائلهم الإعلامية، إطلاق الأكاذيب والدعوات الفارغة، والافتراءات الواضحة، كلّ ذلك في سبيل الوقيعة بمن يخالفهم في فكرهم وعقيدتهم، وسيرتهم العملية.
وقد برز من بين دعاتها في عصرنا الحاضر (عبدالرحمن محمّد سعيد دمشقية)، وهو من له القدرة على تحمّل عواقب هذا الأمر، فلم يكتف بنتائج الهزيمة التي تلقّاها عبر مناظراته لبعض مفكري ومثقفي أهل السنّة والشيعة الإمامية، حتّى جاء ليكتب بلا خجل ولا وجل من فضحية الأمر وانكشاف الواقع، عن حقيقة (أعني بها تكفير الإمامية لجميع أهل السنّة) باتت لا تخفيها ضبائب الأوهام وغبار الاتّهام؛ لأنّها أكذوبة أضحت في ظلّ وسائل الإعلام والتبليغ المعاصر أوضح من الشمس في رائعة النهار؛ إذ لا خوف من سطو الحكّام، ولا من انفجار أحزمة ناسفة ينسفون بها المسلمين أثناء صلاتهم؛ لأنّه بإمكان مسلم اليوم أن يتحدّث مع جميع الناس من غرفته، ومن محلّ إقامته، عبر شبكة الاتّصال المعلوماتية العالمية ( Internet) ، التي جعلت من العالم الثالث قرية واحدة صغيرة.