10وقد غفل هذا المسكين فأجهد نفسه ليؤلّف عنها كتاباً بعنوان (ظاهرة التكفير عند الشيعة الإمامية)، ولكن حاله كحال مَن ركب على فرسه وأراد الانطلاق به، فكبّ به وسقط من عليه في اللحظة الأولى، فهكذا هو حال هذا المسكين (الدمشقية)، فقد أوقعه حظه الرديء مع حزب الله لبنان - الذي بات واضحاً للجميع في عمله ومنهجه وأهدافه، ويكفيه فخراً أنّ أمريكا وإسرائيل عدوّه الأوّل من يقوم بمساعدتهما من حكّام الدول الإسلامية - ليتهجّم عليه باسم الدين وأهل التوحيد، ونسي بأنّه بذلك يدافع عن اليهود القتلة، ويخدم المخطط الصهيوني في المنطقة العربية، وكأنّه بتهجّمه على أمينه السيّد العلّامة حسن نصرالله، يعيد إلى ذاكرتنا إطلاق ابن عثيمين لفتاواه، التي حرّم فيها مساعدة حزب الله أثناء حربه لعدو الإنسانية (إسرائيل) بل لم يكتفِ بذلك، حتّى صرّح فيها بحرمة الدعاء بالنصرة لحزب الله؛ وحجته في ذلك بأنّهم يقاتلون أصحاب كتاب، الله أكبر ! فما أجرأه على الله تعالى، وخيانة الإسلام !!
وعليه فقد جاء البحث في هذا الكتاب في مدخل وبابين، تعرّضنا في المدخل إلى بيان حقيقة التكفير وخطورته على الأمّة الإسلامية، وأمّا الباب الأول فقد تضمّن توطئة وثلاثة فصول، كان الأول في بيان موقف ابن تيمية من الإمام علي(عليه السلام) وأهل السنّة، وأمّا الثاني في (تبادل التهم بين الوهابية وسائر علماء أهل السنّة)، وأمّا الثالث فكان في توضيح (تباين المواقف بين علماء السنّة والوهابية من الإمامية).
وأمّا الباب الثاني، فقد جاء تحت عنوان (افتراءات الدمشقية على الشيعة الإمامية)، وقد جاء في توطئة تضمّنت التعريف ب- (عبدالرحمن محمّد سعيد دمشقية)، ثم بعد ذلك بدأنا في مباحث الفصل الأوّل، الذي كان البحث فيه عن مواقف الدمشقية المناصرة لإسرائيل، وتهجّمه على أمين حزب الله لبنان السيّد العلّامة حسن نصر الله، وأمّا الفصل الثاني فتعرّضنا فيه لإبطال مزاعم الوهابية والدمشقية بدعوة التحريف عند الشيعة الإمامية، وفي الفصل الثالث استعرضنا فيه بياناً وافياً لمسألة الخلط بين مفهومي الناصبي - سنياً كان أم شيعياً - والسنّي المخالف للإمامية في العقيدة والفكر، وكيف أنّ الإمامية وأهل السنّة