30وقال: ولكن على قول الجمهور مَن قال إنّ الفعل هو المفعول كما يقول الجهم ومَن وافقه كالأشعري، وطائفة من أصحاب مالك والشافعي؟! 1
وقال الذهبي في إثبات صفة العلو: وأوّل مَن خالف في ذلك - فيما علمنا - الجهم ابن صفوان؛ فعاب ذلك عليه وعلى أصحابه الأئمة من العلماء، والسادة من الفقهاء، واستعظموا قولهم وبدعتهم.
وقال صاحب الأنساب: وجهم كان من أهل بلخ، وظهرت بدعته بترمذ، وقُتل بمرو في آخر ملك بني أُميّة، والمنكر في عقيدته كثير وأفظعها كان يزعم أنّ الله عزّ وجل لا يوصف بأنّه شيء، ولا بأنّه حيٌّ عالم، وتسميته حيّاً وعالماً وتسمية غيره بذلك توجب التشبيه.
وقال عبد الرحمن بن مهدي: إنّ الجهمية أرادوا أن ينفوا أنّ الله كلّم موسى، وأن يكون على العرش، أرى أن يستتابوا فإن تابوا وإلاّ ضُربت أعناقهم. 2
والآراء التي تُنسب للجهمية - كما اتّضح مما سبق ذكره - ليست خاصّة بهم، وإنّما يقول بها السلف والخلف من أهل السنّة، ويقول بها - أيضاً - المعتزلة وغيرهم من التيّارات المخالفة للوهابيّة..
والتعلّق بفكرة الجهمية إنّما هو صورة من صور التمويه والتضليل التي مارسها الحنابلة في الماضي، ويمارسها الوهّابيّون في الحاضر، واتّخذوها ذريعةً لإرهاب المخالفين والبطش بهم، كما حدث مع الجعد وتلميذه الجهم.
وحالها أشبه بحال كلمة رافضي، التي كان يطلقها الحنابلة والفقهاء المتعصّبين في الماضي على كلّ مَن كان يرى غير رؤيتهم في مسألة الإمامة وعدالة الصحابة، ولازال يطلقها الوهّابيّون اليوم في مواجهة الشيعة وغيرهم، كما سوف نبيِّن.