18عليها حتّى أنّهم كانوا يذبحون الصغير على صدر أمّه، ويسبون النساء، وفعلوا أشياء يطول الكلام بذكرها.
وهذه بليّة ابتلى الله بها عباده، وهي فتنة من أعظم الفتن التي ظهرت في الإسلام، طاشت من بلاياها العقول، وحار فيها أرباب العقول، ولبسوا فيها على الأغبياء ببعض الأشياء التي توهمهم أنّهم قائمون بأمر الدين.
وكانوا إذا أراد أحد أن يتبعهم على دينهم، طوعاً أو كرهاً، يأمرونه بالإتيان بالشهادتين أوّلاً، ثمّ يقولون له اشهد على نفسك أنّك كنت كافراً، واشهد على والديك أنّهما ماتا كافرين، واشهد على فلان وفلان أنّه كان كافراً، ويسمّون له جماعةً من أكابر العلماء الماضين، فإن شهد بذلك قبلوه وإلاّ أمروا بقتله.
وكانوا يصرِّحون بتكفير الأُمّة منذ ستمائة سنة، وأوّل مَن صرّح بذلك محمّد بن عبد الوهاب فتبعوه على ذلك. 1
الإرهاب المعاصر
ومن الطبيعي لحركة تكفّر المسلمين، وتحتكر الإسلام، ألاّ تتوقّف عن إرهابهم وسفك دمائهم في كلِّ زمانٍ ومكان، وهو واقع الوهّابيّة التي لم يرتبط إرهابها وتنتهي جرائمها بزمان ومكان ظهورها، إنّما استمرّت في جرائمها وإرهابها حتّى اليوم؛ لتطال المسلمين وغير المسلمين في ربوع العالم، وتتسبّب في تشويه الإسلام وفتح الأبواب على مصارعها لخصومه لينالوا منه.
وقد بدأ الإرهاب الوهّابي المعاصر بحادثة الحرم المكّي عام 1400ه- والتي استعانت فيها قوّات الوهّابييّن بالمشركين من الفرنسيين الصليبيين، وغيرهم، ودنّست بهم أرض الحرم من أجل إخراج عناصر جماعة جهيمان المنشقّة - عن الوهّابييّن - المعتصمين داخله.