43نزلت هذه الآية في الذين أجابوا دعوة الرسول(ص)مع ما فيهم من جراح وآلام شديدة في يوم احد، وكنت منهم، ندبنا الرسول(ص)لنعود إلى المشركين فنقاتلهم.
ولما نزلت ( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ جُنٰاحٌ فِيمٰا طَعِمُوا إِذٰا مَا اتَّقَوْا وَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّٰالِحٰاتِ ). 1
قالرسولالله(ص)لي:أنتمنهم. فكانت فرحتي بذلك عظيمة جداً.
** *
نلتُ شرف الرواية عن رسول الله(ص) حتّى تجدني في بعض الكتب الحديثية أُدعى ب- (عبد الله بن المسعود الراوي)، فقد ورد لي في كتب الحديث الكثير من الروايات المتّفق على صحّتها، كما أن جمعاً من أعيان الصحابة والتابعين روى عني. وما نقلتُ حديثاً عن رسول الله(ص) حتّى تغير لون وجهي، وانتفخت أوداجي، وعلتني كآبة، وانحدر عرقي من جبيني، ودمعت عيناي، وأقول في بداية نقلي للحديث: أو قريباً من هذا، أو نحو هذا، أو شبه هذا. كلّ ذلك خوفاً من الزيادة والنقصان، أو السهو والنسيان، فأكون قد حكيت عن رسول الله(ص) ما لم يقله، أو أدخل في الدين ما ليس منه. أذكر بعض ما رويته:
* من صلّى صلاة لم يصل فيها عليَّ وعلى أهل بيتي لم تقبل منه.
* سبابُ المسلم فسوق، وقِتاله كفرٌ.
* سألتُ النبي(ص): أيُّ العمل أحبُّ إلى الله؟ قال:
«الصلاةُ على وقتها» . قلتُ: ثمّ أيُّ؟ قال(ص):
«ثمّ برُّ الوالدين» . قلتُ: ثمّ أيُّ؟ قال(ص):
«الجهادُ في سبيل الله» . حدّثني بهنّ، ولو استزدتهُ لزادني.
* إنّ المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخافُ أن يقع عليه، وإنّ الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرّ على أنفه.
* إنّ الصدق يهدي إلى البر، وإنّ البرّ يهدي إلى الجنّة، وإنّ الرجل ليصدق حتّى يكون