27رسول الله(ص) امرأة تقول:
هنيئاً لك أبا السائب الجنة، أو: أذهب عنك أبا السائب! شهادتي عليك لقد أكرمك الله، أو طِبْ أبا السائب! نفساً إنّك في الجنة.
فقال لها رسول الله(ص): وما يدريك، أو ما علمك بذلك؟
فقالت: يا رسول الله أبو السائب، أو كان يا رسول الله! يصوم النهار ويصلّي الليل، أو فارسك وصاحبك، أو: لا أدري بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فمن.
فقال رسول الله(ص): والله ما نعلم إلاّ خيراً ثم قال: حسبك أن تقولي: كان يحب الله ورسوله، أو أجل مارأينا إلاّ خيراً أنا رسول الله والله ما أدري ما يصنع بي، أو أمّا هو فقد جاءه اليقين؛ والله، إني لأرجو الخير، وإني لرسول الله، وما أدري ما يفعل بي. 1
واختلفت المصادر في ذكر اسم المرأة التي قالت هذا القول لرسول الله(ص)، فبعضها ذكرت أنها زوجته أم السائب، وفي بعضها أنها أم العلاء الأنصارية، وفي بعضها أنها أم خارجة بن زيد، وفي بعضها أنها عجوز.
وكذلك اختلفت المصادر في كيفية وقوعها، ففي بعضها أنها قالت هذا القول وراء جنازته، وفي بعضها أنها قالت هذا القول لما وضع في قبره، وفي بعضها لما قبر، وفي بعضها غير هذا.
وعلى كلّ حال فإن ما قاله رسول الله(ص) لم يكن نقصاً في درجة عثمان بن مظعون، أو تشكيكاً فيه، لأنه قرنه بنفسه، ووصفه بصفات المتقين، ولكن كان قوله(ص) تعليماً لنا، بأنّ الإنسان مهما كثرت عبادته واتقى، لابدّ من أن يبقى بين الخوف والرجاء، ولا يجزم بأنه
من أهل الجنة ومن عباد الله المقرّبين، ويدلّ على كراهية جزم الإنسان بأنه