26ما أصبت من الدنيا ولا أصابت منك شيئاً.
وحديث تقبيل رسول الله(ص) لعثمان وهوميّت نقله الكل وبصور مختلفة، فبعض ذكر أنه قبله - بعد الغسل والتكفين - بين عينيه، والآخر ذكر أنه قبّله على خدّه. وبكى رسولالله(ص) على عثمان بن مظعون طويلاً، ودموعه تسيل على خدّ عثمان بن مظعون. 1
وأمّا ما روي من أنه لما مات عثمان دخل عليه النبيّ(ص) فأكبّ عليه، فرفع رأسه، فرأوا أثر البكاء، ثم جثا الثانية، ثمّ رفع رأسه، فرأوه يبكي، ثمّ جثا الثالثة، فرفع رأسه وله شهيق،فعرفواأنّهيبكي،فبكىالقوم، فقال: مه هذا من الشيطان، ثمّ قال: أستغفر الله، أباالسائب لقد خرجت منها ولم تلبّس منها بشيء. 2
فغير صحيح، لأنه فيه جعل البكاء من الشيطان، مع أنّه ثبت من طريق الفريقين أنّ النبي(ص) بكى على ابنه ابراهيم، وفاضت عيناه على بنت بنته، وأنه بكى على عثمان بن مظعون كما ذكرنا قبل قليل وذكرنا مصادره.
ويؤيّده أيضاً ما روي عن ابن عباس: لما ماتت ابنة لرسول الله(ص)، قال رسولالله(ص): ألحقي بسلفنا الخيّر عثمان بن مظعون، فبكت النساء، فجعل عمر بن الخطاب يضربهنَّ بسوطه، فأخذ رسول الله بيده(ص) وقال: مهلاً يا عمر، ثم قال رسول الله(ص): ابكين، وإيّاكنّ ونعيق الشيطان، ثم قال رسول الله(ص): إنّه مهما كان من العين والقلب فمن الله ومن الرحمة، وما كان من اليد واللسان فمن الشيطان. 3
ومع ما كان عليه عثمان بن مظعون من عظيم الدرجة والسبق إلى الإيمان، فقد سمع