14الأوصاف والخصال لا يختصّون بعصرٍ وزمانٍ بالتحديد، بل يمكن لنا أن نجدهم في العصور والأزمنة كافّة، ولكنّ المشكلة تكمن في تمييزهم وتشخيصهم عن سائر النّاس، فهذا الأمر ليس بالهيّن. فإنّ الآية الشريفة التي ذُكرت في الحديث تشير إلى أنّ أولياء الله لا تنفكّ حياتهم عن الإيمان وتقوى الله أبداً، إلا أنّ تشخيص مَن يقضي حياته متّقياً خائفاً من الله تعالى ومجتنباً المحرّمات والمعاصي منذ بداية تكليفه حتّى آخر عمره يُعتبر أمراً صعباً أو محالاً بالنسبة لنا؛ لأنّ هذه الأُمور باطنيّة لا يعلمها إلا الله وصاحبها. ولكن إذا ما أخبرنا الله تعالى بأشخاصٍ محدّدين يتحلّون بهذه الخصال الحميدة، حينها يتوجّب علينا أن نعتبرهم أولياء له تعالى باطمئنانٍ ويقينٍ.
ومم-ّا لا يقبل الشكّ والترديد أنّ الله تعالى قد أخبرنا في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه: إِنّ أهل بيت النبيّ (صلى الله عليه و آله) يتحلّون بهذه الخصال الحميدة، فهم منزّهون من أيّ رجسٍ ومعصيةٍ ومطهّرون من جميع النواحي، تطهيراً تعلّقت به إرادة الله تعالى. وهذا هو معنى التقوى الدائمية التي أخبر الله سبحانه بعدم إنفكاكها عن أهل بيت النبي (صلى الله عليه و آله) . فقد قال تعالى: ( إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ). 1
الآن علينا أن نتحرّى عن أهل بيت النبيّ (صلى الله عليه و آله) الذين ذكرهم القرآن الكريم في هذه الآية، فيا تُرى مَن هم؟
بالطبع هناك أحاديث كثيرة قد يصل بعضها حدّ التواتر، عرّف فيها نبيّنا الكريم أهل بيته، ونذكر منها حديثين على سبيل المثال: