25ومن هنا يتّضح أنّ تضعيفَهم لأبي مريم إنّما هو بسبب رأيه وعقيدته، وخصوصاً وقوعه في عثمان، وإلّا فهو ثقة في نفسه.
ولهذا لم تشفع لابن عقدة مكانتُه العلميّةُ عندما أطرى على أبي مريم، فاتُّهم بالتشيّع، وأنّه إنّما مال له بسبب ذلك 1.
وأمّا المنهال بن عمرو، فقد روى له البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، وقد وثّقه يحيى بن معين، والنسائي، والعجلي، وغيرهم 2.
وأمّا عبدالله بن الحارث بن نوفل، فقد روى له البخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، وقد وثّقه ابن معين، والنسائي، وغيرهما 3، وقال ابن عبد البرّ: «أجمعوا على أنّه ثقة» 4.
وأخرجه ابن عساكر من طريق أبي البركات عمر بن إبراهيم الزيدي العلوي بالكوفة، أنا أبو الفرج محمّد بن أحمد بن علّان الشاهد، أنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن الحسين، أنا أبو عبدالله محمّد بن القاسم بن زكريّا المحاربي، نا عبّاد بن يعقوب، نا عبدالله بن عبد القدّوس، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عبّاد بن عبدالله، عن عليّ بن أبي طالب، وفيه أنّ رسول الله (ص) قال لعشيرته بعد نزول الآية الكريمة الآنفة:
«(أيُّكُم يَقضي دَيني ويَكونُ خَليفَتي ووَصِيّي مِن بَعدي؟) قال: فَسَكَتَ العَبّاسُ مَخافَةَ أن يُحيطَ ذلكَ بِمالِهِ، فَأَعادَ رَسولُ الله (ص) الكلامَ، فَسَكَتَ القَومُ وسَكَتَ العَبّاسُ مَخافَةَ أن يُحيطَ ذَلِكَ بمالِهِ، فَأَعادَ رَسُول الله (ص) الكَلامَ الثّالِثَةَ، قالَ: وإنّي يَومَئِذٍ لَأَسوَأُهُم هَيئَةً، إنّي يَومَئِذٍ لَأَحمَشُ السّاقَين، أعمَشُ العَينَينِ، ضَخمُ البَطنِ، فَقُلتُ: أنا يا