23أنّ رسولَ الله (ص) قال لعشيرته بعد نزول قوله تعالى: « أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ » (الشعراء: 214) : (فأيّكم يُوازِرُني على هذا الأمرِ على أن يكونَ أخي ووَصيّي وخَليفتي فيكُم؟) قال: فأحجَم القومُ عنها جَميعاً، وقلتُ: - وإنّي لأَحدَثُهم سِنّاً، وأرمَصُهم عيناً، وأعظمُهم بطناً، وأحمَشُهم ساقاً - : أنا يا نَبيَّ اللهِ أكونُ وزيرَك عليه. فأخَذَ برَقَبَتي، ثمّ قال: (إنّ هذا أخي ووَصيّي وخليفَتي فيكُم، فَاسمَعوا لهُ وأطيعوا) 1.
ورجال سند الحديث كلّهم من الثقات عند محدّثى أهل السنّة و أئمّتهم:
فأمّا ابن حميد (ت/ 248ه) فهو أبو عبدالله محمّد بن حميد بن حيّان الرازي، وقد وثّقه يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وجعفر بن أبي عثمان الطيالسي، وغيرهم 2.
وأمّا سلمة (ت/ بعد 190ه) فهو ابن الفضل الأبرش الأنصاري، روى له أبوداود والترمذي وابن ماجة في التفسير، وقد وثّقه ابن معين، ومحمّد بن سعد، وأبوداود، وغيرهم 3.
وأمّا محمّد بن إسحاق (ت150/ه) فهو صاحب السيرة المعروفة، روى له البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن ماجة، وقد اشتهر بالوثاقة والعلم إلى حدّ لا يسمع معها جرحه 4.
وقد أمسك عن الاحتجاج برواياته نفر من العلماء بحجّة تشيّعه، ورميه بالقدر، والتدليس، لكنّ الصدق عنه غير مدفوع، قال الذهبي: «وقد أمسك عن الاحتجاج بروايات ابنِ إسحاق غيرُ واحد من العلماء لأشياء، منها: تشيّعه، ونُسب إلى القدر،
ويدلّس في حديثه، فأمّا الصدق فليس بمدفوعٍ عنه»، ثمّ قال عَقِبَه:
«وقال البخاريّ: رأيت عليّ بن عبدالله يحتجّ بحديث ابن إسحاق، وذكر عن سفيان أنّه ما رأى أحداً