9 المنصرمة والحاضرة، والتي تمهد طريق النضال والتحرير من الاستغلال والاستعباد والتسلط وتعيد النفس البشرية إلى العزة والكرامة بإتباعها هذا الخط الإسلامي الأصيل الممتد إلى رسالة النبي (ص) وأهل بيته الطاهرين.
ومن هذا المنطلق يُعلم بأن إحياء هذه المُثل والقيم التي جسدها الإمام عليه السلام هو إحياءٌ للدين والشريعة، وقد ورد في قول الإمام جعفر الصادق عليه السلام أنّه قال:
«اتقوا الله وكونوا أخوة بررة متحابّين في الله متواصلين متواضعين متراحمين، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا وأحيوا أمرنا» 1.
وكذلك ما روي عن الإمام الرضا عليه السلام في إحياء ذكرهم حيث قال:
«من تذكر مصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون ومن جلس مجلساً يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب» 2.
وتأسيساً على هذه النتيجة فإن إحياء هذه الشعائر ليس بدعاً ولا شركاً بل هو عين التوحيد والطاعة الإلهية، فإن البحث سينصب في صراط بيان عظمة هذه الشعائر وكونها المصداق الأبرز والنموذج الأوضح لمعالم الدين والشعائر التي وجهت الشريعة المعظمة إلى ضرورة تعظيمها وإحيائها بكل الأشكال والأساليب المتعدّدة، حتى تسري في غالب سيرة الأفراد والجماعات.
والكتاب الذي بين أيدينا أيها القارئ الكريم هو من البحوث الهامة في هذا المجال والذي يؤسس ويثبت القاعدة الشرعية في أن تعظيم شعائر الله هو من تقوى القلوب وأن عمارة قبور الأنبياء والأوصياء يصب في صراط التوحيد الخالص بالله عز وجل والمنبثق من ثوابت العقيدة الإسلامية، وهو من البحوث العقائدية التي ألقاها الأستاذ المحقق آية الله الشيخ محمد سند (حفظه الله) على جمعٍ من طلبة العلوم الدينية مؤكداً على أنَّ قبر النبي (ص) ، وأهل بيته والمشاهد المشرفة مشاعر إلهية وأنها من أوضح وأجلى مصاديق قوله تعالى: «وَ مَنْ يُعَظِّمْ شَعٰائِرَ اللّٰهِ فَإِنَّهٰا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ» 3 أليس لأنها معلم من معالم الدين وحقيقة من حقائق