10 التوحيد.
وبناءً عليه فقبر النبي (ص) وقبور أهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام وتشييدها وحفظها عن الاندراس وعمارتها هي من أفضل العبادات على الإطلاق والتي تُقبل بها الأعمال كما سيأتي إثباته إن شاء الله تعالى.
ففي تشريع الملة الحنيفية أن قبور الأنبياء تقصد ويتوجه إليها ويطاف بها، وهذا لا ينافي التوحيد التام، لاسيما وأن الله عز وجل أمر إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بتطهير البيت من الشرك والمشركين، قال تعالى: «وَ عَهِدْنٰا إِلىٰ إِبْرٰاهِيمَ وَ إِسْمٰاعِيلَ أَنْ طَهِّرٰا بَيْتِيَ لِلطّٰائِفِينَ وَ الْعٰاكِفِينَ وَ الرُّكَّعِ السُّجُودِ» 1.
ومع وجود القبور المعلومة للأنبياء والمقامات المقدسة الثابتة إليهم، والتي لم يأتي النهي عن التعلق بها، فإن ذلك يدل على أن مثل هذا التعليق ليس من الشرك أصلاً، ومما يؤكد هذا الأمر قوله تعالى «وَ اتَّخِذُوا مِنْ مَقٰامِ إِبْرٰاهِيمَ مُصَلًّى» 2.
وأما التعبير بالمشاعر فقد أشار إليه جملة من العلماء الأعلام، منهم الفقيه الكبير الفذ الشيخ جعفر كاشف الغطاء (ره) في كتابه (كشف الغطاء) بأن قبور الأئمة عليهم السلام قد شُعرت، فهي مشاعر، ومن ثم تجري عليها أحكام المساجد 3.
وقد تميز الشيخ الكبير كاشف الغطاء بهذا الاستدلال عن بقية الأعلام وبالإشارة إلى أن وجه إلحاق قبور الأئمة عليهم السلام بالمساجد هو كونها شُعرتْ مشاعر، فهو إذن يذهب إلى أن المشاعر لا تختص بأفعال الحج، ولا تختص بالعبادات، بل تشمل دائرة ً أوسع من ذلك.
والمشعر إنما يُشعَّر ليس بخصوصه بل بنص من الله عز وجل فتكون حرميته ووقفيته أشد من بقية الأوقاف الأخرى كما هى في تشعير بيت الله الحرام وحرم المدينة وقد أقسم الله عزوجل بهذه البقاع المباركة وذلك في قوله تعالى «وَ التِّينِ وَ الزَّيْتُونِ* وَ طُورِ سِينِينَ* وَ هٰذَا»