38قبور الأنبياء مساجد، ومعلوم أن قبور الأنبياء لا تنبش ولا يكون ترابها نجسا، وقال (ص) عن نفسه:
« اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد ». وقال:
« لا تتخذوا قبري عيدا ». فعلم أن نهيه عن ذلك من جنس نهيه عن الصلاة عند طلوع الشمس، وعند غروبها؛ لأن الكفار يسجدون للشمس حينئذ، فسد الذريعة وحسم المادة بأن لا يصلي في هذه الساعة وإن كان المصلي لا يصلي إلا لله ولا يدعوا إلا الله. ولذلك نهى عن اتخاذ القبور مساجد وإن كان المصلي عندها لا يصلي إلا لله ولا يدعوا إلا الله لئلا يفضي ذلك إلى دعائها والصلاة لها.
وقال:
« إن أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك التصاوير »، وقال
« إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد »، ونهى عن الصلاة إليها،ومعلوم أن النهي لو لم يكن
إلا لأجل النجاسة فمقابر الأنبياء لا تنتن، بل الأنبياء لا يبلون،وتراب قبورهم طاهر،والنجاسة أمام المصلي لا تبطل صلاته والذين كانوا يتخذون القبور مساجد كانوا يفرشون عند القبور المفارش الظاهرة فلا يلاقون النجاسة.
قال الحافظ(529/1) بعد باب كراهية لصلاة في المقابر حديث رقم(432) أن النبي (ص) قال:
« اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبورا » قال: استنبط من قوله في الحديث
« ولا تتخذوها قبورا » أن القبور ليست بمحل للعبادة فتكون الصلاة فيها مكروهة.
ثم قال: وقد نازع الإسماعيلي المصنف في هذه الترجمة فقال:الحديث دال على كراهة الصلاة في القبر لا في المقابر.
قلت:قد ورد بلفظ «المقابر» كما رواه مسلم من حديث أبي هريرة بلفظ:
« لا تجعلوا بيوتكم مقابر » وقال ابن التين:تأوله في البيوت، إذ الموتى لا يصلون