27هذا كلام لا يقول به عاقل أبدا ولا يعقل في تصوره بل أن المقصد الحقيقي للحديث أنه يجوز السجود فوق الأرض ولا مانع من السجود في أي مكان فيها إلا ما استثناه النص.
ومعنى مسجد هنا أي السجود وهذا نفسه وعينه المقصد الموجود في حديثنا والذي أقر هذا السجود بمقصد شركي وثني للقبر والمقبور باتخاذه وجهة وعبادة وثنية شركية وهذا علة النهي في الحديث وهذا ما يقول به أهل الفهم والعقلاء فهل فهمت الوهابية هذا الدرس؟!
وحتى إذا افترضنا جدلا أن المعنى مسجد بمعنى بناء فقد أجبنا على ذلك أيضا بأن النهي عن بناء المساجد أي المساجد الشركية الوثنية التي يقصد بها القبر والمقبور بالعبادة الشركية الوثنية فهذا هو المنهي عنه لأنه عبادة لغير الله وهذه الأحكام تعود إلى معرفة المقصد من السجود أو المقصد من البناء فإذا علم في الحالتين أن المقصد وثني شركي معلقة النية فيه.
والمقصد باتخاذ القبور مساجد أي بعبادة القبر والمقبور أو السجود لهما أو لأحدهما فهذا هو المنهي عنه والمقصود من النهي في الحديث. وعلى هذا
المعنى نفهم الأحاديث فالحديث الذي رواه مسلم ويقول
« لا تصلوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها » 1 أي لا تصلوا كعبادة شركية وثنية تقصدون فيها عبادة القبر والمقبور الوثنية أي الصلاة إليها وعبادتها بذلك أي لا يكون لمقصدكم ونيتكم في الصلاة أيّ علاقة بالقبور والتوجه إليها بالعبادة وهذا هو المعنى الظاهر الصريح في حرف الجر «إلى» أي بالتوجه إليها بالمقصد والنية الشركية في العبادة.