26لفظ مسجد يقصد به في عمومه مكان السجود الذي يسجد فيه الفرد أو المكان المعد والمهيأ لسجود أكثر من فرد كعبادة فإن كان هذا المكان أو موطن السجود أو مقصد السجود يعبد فيه غير الله سبحانه وتعالى فهذا منهي عنه كشرك بالله أي أن المقصد المحرم هو الشرك بالله وهو المنهي عنه ولذلك ثبت عند أهل السنة والجماعة وعند الوهابية أن بعض الصحابة وكثير من المسلمين صلوا داخل أرض كنيسة وأجازوا ذلك ومعلوم أن الكنيسة تسمى مسجد ولكن يعبد فيها غير الله إذا المنهي عنه في هذه الأحاديث هو عبادة غير الله أما بالنسبة للسجود لله وحده فهذا يرجع لشروط طهارة المكان الشرعية التي هي شروط لصحة الصلاة.
فإذا عرفت ذلك عرفت باليقين أن لفظ مساجد في الحديث لا يقصد به موطن السجود والمكان بل يقصد من النهي السجود الشركي الوثني أي أن لفظ مساجد في الحديث يقصد به السجود الوثني الشركي والمقصد الشركي فيه ولا يقصد به دار العبادة أو البناء الذي يجتمع فيه الناس للسجود إلا أن يكون السجود الوثني بمقصده الشركي للقبر أو المقبور أي أن المقصد هو علة النهي وهو الموصوف بمعنى مساجد أي يسجد فيها لغير الله أي النهي
يقصد به نية السجود ومقصد السجود ولا يقصد به مكان السجود وهذا هو المعنى الظاهر من الحديث ومن قرائن الحديث نفسه ولا يقصد به المسجد بمعنى البناء.
وهناك دليل آخر يدل على أن هذا الكلام هو الصحيح وأن لفظ المسجد يقصد به السجود وليس المسجد بمعنى البناء الشرعي وهذا من ظاهر الحديث الذي رواه أبو داود وغيره
« الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام » فهل كلمة مسجد في هذا الحديث يقصد بها البناء الذي يحيط بالأرض كلها؟!