272- عدم ثبوت الوضع التعيّني للفظ (شعائر الله) في المناسك؛ وذلك لأنَّ
الوضع التعيّني تابع لكثرة استعمال اللفظ، ولا يخفى أنَّ كثرة استعمال لفظ (شعائر الله) في المناسك، إلى حد توجب تبادر خصوص لفظ الحج إلى أذهان المسلمين؛ غير ثابت، بل مقطوع العدم.
نعم، هناك موارد تصرّف فيها الشارع وجعلها شعيرة وعلامة، إلاّ أنَّ هذا التصرّف هو تصرّف في مصاديق الشعائر، كما هو الحال في مناسك الحج؛ فالشارع جعل هذه المناسك من أفراد ومصاديق الشعائر، لا أنَّه تصرَّف في ماهية وحقيقة الشعائر، كما يأتي توضيحه في الجواب على الشبهة الثانية.
وعلى هذا الأساس، لا دليل على وضع لفظ (شعائر الله) لمناسك الحج، لاتعييناً ولا تعيناً، وليس من الحقيقة الشرعية ولا المتشرعة، وعليه لابد من الالتزام ببقائه على معناه اللغوي، وهو العلائم والمعالم والأمارة.
نعم، استعمله الشارع في بعض مصاديق معناه الموضوع له، ولِما كانت من هذهِ المصاديق، وهي المناسك، لكنّ الاستعمال أعمّ من الحقيقة.
3- فهم الفقهاء- من القدماء والمتأخرين- أنَّ لفظ الشعائر هو المعنى اللغوي، لا سيما القدماء منهم، نظراً إلى قربهم من عصر النص، وتبادر مرتكزات عهد الشارع إلى أذهانهم، كما تقدَّم في مطاوي البحث.
4- على فرض الشكّ في المعنى المتبادر منه في عصر الشارع، يثبت المعنى اللغوي للشعائر؛ لأصالة عدم النقل.
وممّا تقدّم يتضح: أنَّ كل شيء كان علامة على دين الله، ومظهراً للشريعة المحمدية، ودليلاً ومعرفاً للإسلام، ومنادياً إلى الله ورسوله(ص)