26
مِنْ شَعٰائِرِ اللّٰهِ (الحج: 36)، ومن الواضح أنَّ كثرة الاستعمال تُوجب ثبوت الوضع التعيّني، بل أنَّنا لو أجرينا مسحاً ميدانياً للفظ شعائر الله فلا نجد أنَّه ورد في آية أو رواية في غير مناسك الحج.
مناقشة الدليل الأول
1- إنَّ الاستعمال أعمّ من الحقيقة كما تقدَّم.
2- إنَّ الجعل في قوله تعالى: وَ الْبُدْنَ جَعَلْنٰاهٰا ... لا يدل على وضع لفظ شَعٰائِرِ اللّٰهِ لمناسك الحج تعييناً؛ وذلك لأنَّ الجعل المذكور بمعنى جعل وجوب ذبح البدن، المُعبَّر عنه بالهدي، لعدم قابلية البدن نفسها لجعلها من شعائر الله، كما هو واضح، وإن كان بخلقتها- المجعولة بالجعل التكويني- من آيات الله، كسائر الحيوانات والمخلوقات.
وعليه، فالجعل في هذه الآية بمعنى جعل وجوب الهدي، لا بمعنى وضع اللفظ للمعنى، فلا دليل على وضع لفظ (شعائر الله) لمناسك الحج تعييناً.
الدليل الثاني
بعدما علمنا أنَّ الشارع قد جعل مناسك الحج من شعائر الله تعالى، فيعلم منه اختصاص هذا اللفظ بالمناسك خاصة؛ وذلك لأنَّ الجعل التشريعي من أسباب الوضع التعييني.
مناقشة الدليل الثاني
1- ما تقدَّم آنفاً، من عدم الدليل على وضع لفظ (شعائر الله) لمناسك الحج بالوضع التعييني.