25 وقد عدَّ ابن قدامة الأذان من الشعائر، حيث قال: «لأنَّه من شعائر الإسلام الظاهرة، فكان فرضاً كالجهاد» 1.
ه) قال النووي:
«الفقهاء والمتفقّهين يجب إكرامهم وتعظيم حُرماتهم» 2، واستدلَّ بقوله تعالى: ذٰلِكَ وَ مَنْ يُعَظِّمْ شَعٰائِرَ اللّٰهِ فَإِنَّهٰا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ (حج: 32) وقوله: وَ مَنْ يُعَظِّمْ حُرُمٰاتِ اللّٰهِ (حج:30)
وممَّا تقدَّم يتَّضح أنَّ الشعائر بمفهومها الشرعي لا تختص بمناسك الحج، أو بخصوص العبادات، وإنَّما تشمل كل ما له دور في إظهار المعالم الأساسية والرئيسة في الشريعة، ونشر أحكام الدين، فلم يتصرَّف الشارع في كيفية تطبيقها وتحقيقها خارجاً، إلاَّ في بعض الموارد، كما في مناسك الحج، أمّا غير ذلك، فيبقى تابعاً للعُرف، كما هو الحال في البيع في قوله تعالى: وَ أَحَلَّ اللّٰهُ الْبَيْعَ وَ حَرَّمَ الرِّبٰا ، حيث ترك الشارع المقدَّس تعيين أفراد ومصاديق حقيقة وماهية البيع إلى ما عليه العُرف.
الأمر الثالث: مناقشة ما استُدلَّ به على أنَّ شعائر اللّه لها حقيقة شرعية
استدل على أنَّ شعائر الله لها حقيقة شرعية بما يلي:
الدليل الأوَّل
كثرة استعمال الشارع لفظ الشعائر في خصوص مناسك الحج، كما في قوله تعالى: إِنَّ الصَّفٰا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعٰائِرِ اللّٰهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاٰ جُنٰاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمٰا (البقره: 157) وقوله: وَ الْبُدْنَ جَعَلْنٰاهٰا لَكُمْ