28، ومَعْلَماً لكتاب الله وسنة نبيه، سيماء الإسلام والقرآن؛ يكون في ارتكاز المتشرّعة من شعائر الله، بلا فرق بين عصر الشارع وبين عصرنا هذا.
الأمر الرابع: في معنى البدعة
إنَّ الذي عليه أهل التحقيق والنظر أنَّ البدعة تتحقَّق بما يلي:
أ) إدخال ما ليس من الدين في الدين فيكون من قبيل الافتراء على الله وعلى رسوله والأئمّة المعصومين(عليهم السلام).
ب) نفي أو إنكار أو جحود ما ثبت باالادلة الصحية أنّه من ديننا الذى يرتضيه الله ورسوله وآله الاطهار عقائدياً كان أو فقهياً.
بعد بيان هذه الأمور المتقدّمة؛ يتضح أنَّ الشعائر الحسينية من الشعائر الدينية، وهو ما نتعرّض له في البحث الآتي.
النتيجة: الشعائر الحسينية من الشعائر الدينية
بعدما بيَّنا الأمور المتقدمة، من أنّ الشعائر باقية على المعنى اللغوي، وأنَّ المقصود من الشعائر العلامة، وليس المراد منها علائم وجوده سبحانه؛ لأنَّ العالم برمَّته علائم وجوده، بل علائم دينه، ولذا يصف الله " الصفا والمروة " بأنَّهما من شعائر الله، إذ يقول: إِنَّ الصَّفٰا وَ الْمَرْوَةَ مِنْ شَعٰائِرِ اللّٰهِ (البقره: 158) ويقول: وَ الْبُدْنَ جَعَلْنٰاهٰا لَكُمْ مِنْ شَعٰائِرِ اللّٰهِ (الحج: 36) ويقول: يٰا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاٰ تُحِلُّوا شَعٰائِرَ اللّٰهِ (المائده:2)، وليس المراد إلاّ كونها علامات دينه.
فإذا وجب تعظيم شعائر الله بتصريح القرآن، مُعلّلاً بأنَّها من تقوى القلوب؛ جاز تعظيم الأنبياء والأولياء، باعتبارهم أعظم آية لدين الله، وأعظم تعظيم وأفضل تكريم. فهم الذين بلَّغوا دين الله إلى البشرية؛ فيكون