67فهذا عليٌّ مولاه. اللّهم والِ مَن والاه وعاد مَن عاداه، وانص-ر من نص-ره واخذل من خذله»، فراح الناس يأتون عليّاً جماعات جماعات يباركون له، وهذه آخر فريضة بلّغها الرسول(ص) للأمّة، فنزلت من بعد إخباره(ص) وتبليغه هذا الأمر الآية الشريفة المبشّرة بإتمام النعمة وإكمال الدين، وهي قوله تعالى: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاٰمَ دِيناً . 1
ويتمتّع حديث الغدير بقوّة سندية وثبات في النقل بشكل مميّز، بحيث إنّه روي في مصادر الفريقين شيعةً وسنّةً بشكل متواتر. وقد ألّف (ابن عقدة) حول طرق هذا الحديث المختلفة وأسانيده كتاباً مستقلاً أسماه (كتاب الولاية) وهو من الكتب المعروفة لدى السنّة والشيعة.
وفي القرن الماضي قام المرحوم العلامة الأميني بتأليف أفضل مصدر يمكن أن يحكي واقعة الغدير العظيمة بكتابه (الغدير).
وقد نقل هذا الحديث عن أهل السنّة بطرق مختلفة، وكنموذج على ذلك نذكر المصادر التالية: (المصنّف) لابن شيبة 2، (مسند أحمد بن حنبل) 3، (سنن ابن ماجة) 4، (سنن الترمذي) 5، (فضائل الصحابة) للنسائي 6، (المستدرك) للحاكم النيسابوري 7، وعشرات المصادر الأخرى.