53التطهير قد حُدِّد بأداة الحصر بأهل بيت النبيّ(ص) وليس عامّاً. إذن، المقصود بالإرادة هنا هو محض إرادةٍ تكوينيّةٍ، وهي الإرادة الحتمية الوقوع والتي تبعد عن أهلالبيت كلّ رجسٍ، كما جاء في الآية الكريمة: إِنَّمٰا أَمْرُهُ إِذٰا أَرٰادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ . 1 ومن خلال ذلك نجزم بتحقّق هذه الإرادة في شأنهم(ع) وبالتالي ثبوت عصمتهم وطهارتهم.
والمراد من الرِّجس لغة هو القَذِر والمستقذَر، وكل ما تنفر منه الطبائع وتتجنّبه النفوس. ولمّا دخلت عليه (أل) صار عاماً شاملاً لكل مستقذَر مادي أو معنوي، والأولى أن يكون شاملاً للذنوب والمعاصي.
والدليل على ذلك الآيات الكثيرة التي استخدمت مفردة (رجس) بمعنى الذنب أو الخطأ والمعصية وما شابه ذلك من الأمور المعنوية كما في قوله تعالى: (فَمَنْ يُرِدِ اللّٰهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلاٰمِ وَ مَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمٰا يَصَّعَّدُ فِي السَّمٰاءِ كَذٰلِكَ يَجْعَلُ اللّٰهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاٰ يُؤْمِنُونَ). 2
واستناداً إلى هذه الآيات ودلالتها على طهارة أهل بيت النبوّة(ع) آمن الشيعة بعصمة هؤلاء النخبة ونزاهتهم عن كل أنواع الرجس والنقائص المعنوية بإرادة تكوينية حتمية من الله تبارك وتعالى، وكما هو واضح ومؤكّد في خاتمة الآية الكريمة بقوله تعالى: وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً . 3
إذن، يثبت لنا من خلال هذا الاستدلال أن أهلالبيت(ع) معصومون كما يقول الشيعة.