52بالخفايا جلّ وعلا، فهو العالم بالظاهر والباطن من الأمور، وكذلك يعرفها من ارتبط بالله تعالى عن طريق الوحي. لذلك لو أردنا معرفة الدليل على العصمة يجب علينا أن نبحث عنه في كلام الله تعالى أو كلام نبيّه الكريم(ص).
ومن أوضح الأدلّة على العصمة ما يلي(ع)
الدليل الأوّل: آية التطهير
وهي قوله تعالى: (إِنَّمٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً). 1هذه الآية التي نزلت بشكل صريح في أهل بيت النبيّ(ص)، وهي من أوضح الأدلّة على عصمتهم(ع). ف- (إنّما) في الآية تفيد الحصر، وقد أكّدت بالإرادة الإلهية لإبعاد الرجس عنهم، وتخصيص التطهير بأهل البيت(ع). والمقصود بالإرادة هنا ليست الإرادة التشريعية كما في قوله تعالى: (مٰا يُرِيدُ اللّٰهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَ لٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَ لِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) 2؛ لأنَّ هذه الآية ناظرة إلى تشريع الأحكام والحدود من قبل الله تعالى لتهيئة سبل طهارة النفس المعنوية لدى البشر. فهذا المعنى - أي الإرادة التشريعية - ومن غير الممكن انتزاعه من آية التطهير؛ فلو كان المراد من آية التطهير هو الإرادة التشريعية في منحهم الطهارة المعنوية من خلال تش-ريع الأحكام والحدود، فيلزم أن تكون الاحكام شرّعت لهم خاصة دون غيرهم، وهذا غير صحيح، ولم يدّعيه أحد.
فتشريع الأحكام والحدود عامٌّ ولا يختصّ بأحدٍ، وغرض الإرادة في آية