51والمعصية في تبليغه للدين وتعليم الأحكام الشرعية، لتكون فتواه وتعاليمه مطابقة للأحكام الواقعية التي يريدها الله تعالى.
منشأ عصمة أهلالبيت(ع)
هناك أمران تجدر الإشارة إليهما بالنسبة إلى عصمة الأئمّة(ع)، وهما:
الأمر الأوّل: مؤهّلاتهم العلميّة والأخلاقيّة.
الأمر الثاني: التسديد الإلهيّ.
فهاذان الأمران هما أهمّ سببين لملكة العصمة التي اتّصفوابها، فنظراً لمنزلتهم العلمية الرفيعة وما هم عليه من قابليّات علميةٍ وأخلاقيةٍ نشأت من تربية مميّزةٍ، فقد أصبح كلّ واحدٍ منهم معصوماً مؤهّلاً لنيل الكمال واللطف الإلهي، فهذان الأمران هما منشأ ومصدر العصمة في شخصية الإمام المعصوم(ع).
لذلك فإنّ عصمة الأئمّة(ع) هي لطفٌ وتوفيقٌ من الله تعالى الذي أكرمهم بما يتناسب مع قابليّاتهم العلميّة والاخلاقيّة، وهذا الرأي مصداقٌ لقوله تعالى: اللّٰهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسٰالَتَهُ . 1
الأدلّة على عصمة الأئمّة(ع)
في البداية لا بد من التنبيه إلى أنّ العصمة حالة داخلية وملكة خفيّة لاتظهر بشكل محسوس على من يتحلّى بهكذا كعلامةٍ تميّزه عن غيره، فهي ليست شيئاً مكتوباً على جبين الشخص أو ظاهراً عليه بحيث يبدو للناظر بمجرّد أن ينظر إليه، بل هي ملكة نفسانية لا يعرفها في العباد إلا الله العالم