50وهناك أحاديث كثيرة تؤكّد عصمتهم(ع)، وهناك مسألة هامّةٌ يجب الإلتفات إليها، وهي أن لا نجعل مسألة عصمتهم من المسائل التي طرُحت في فترةٍ متأخّرة عن زمانهم وأنّها شاعت بين اتباعهم بعد عهدهم(ع).
فقد أكّد رسول الله(ص) على عصمة عترته الطاهرة(ع) 1، وكذلك فقد روي عن الإمام السجّاد(ع) قوله: «الامام منّا لا يكون إلّا معصوماً، وليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها، ولذلك لا يكون إلّا منصوصاً». فقيل له: يابن رسول الله، فما معنى المعصوم؟ فقال(ع): «هو المعتصم بحبل الله، وحبل الله هو القرآن لا يفترقان إلى يوم القيامة، والإمام يهدي إلى القرآن والقرآن يهدي إلى الإمام، وذلك قول الله عزّ وجلّ: (إِنَّ هٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)». 2
وكذلك روي بسند صحيح عن الإمام الصادق(ع) قوله: «نحن خزّان علم الله، نحن تراجمة أمرالله، نحن قوم معصومون؛ أمرالله تبارك وتعالى بطاعتنا ونهى عن معصيتنا، نحن الحجّة البالغة على من دون السماء و فوق الأرض». 3
فمن خلال هذه الروايات وروايات أخرى نستنتج أنّ عصمة الأئمّة(ع) ترتبط بجانبين، هما:
1- جانبٌ شخصيٌّ: بمعنى أنّ الإمام(ع) يتحلّى بصفاء وسمو روحي، وأنّه منزّهٌ من أيّ انحراف أو تلوّث بالمعاصي في قول أو عمل.
2- جانبٌ اجتماعيٌّ وتبليغيٌّ: بمعنى أنّ الإمام معصوم عن الخطأ