49إذن، لابدّ من التذكير بآياتٍ كثيرةٍ تدلّ على عصمة الأنبياء(ع)، من خلال تفسير أو توجيه الآيات التي تدل بظاهرها على ارتكابهم للمعصية. 1
ولو تركنا الأدلة الروائيّة جانباً، فإنّ العقل يحكم بالاستدلال القاطع على أن من ينالون منصب الرسالة الإلهية يجب أن يكونوا بعيدين عن كل ذنب ومعصية وخطأ كي يصدّقهم السامع ولا ينفر منهم قلبه وحتّى تكون طاعتهم مؤدّية للغرض ومفيدة لا العكس. فإذا أمكن صدور المعصية منهم سوف لا يحصل الوثوق بصحة قولهم لجواز كذبهم حينئذٍ عليهم، وإذا لميحصل الوثوق بهم فلا يمكن الانقياد لأمرهم ونهيهم، فتنتفي فائدة بعثهم كأنبياء. 2
ونظراً لأهمّية هذه المسألة - أعني عصمة الأنبياء - قام بعض العلماء البارزين من السنّة والشيعة بشحذ أقلامهم وتدوين كتب ورسائل حولها، ومن بين علماء الشيعة السيد المرتضى المتوفّى (436ه) في كتابه «تنزيه الأنبياء» ومن بين العلماء السنّة الفخر الرازي المتوفّى (606ه) في كتابه «عصمة الأنبياء». فهاذان العلمان القديران أجابا في كتابيهما المذكورين على شبهات المنكرين بشكل تفصيلي مستندين للأدلة العقلية والروائية الكثيرة التي تثبت عصمة الأنبياء(ع).
ب- عصمة أئمّة أهلالبيت(ع)
إنّ عصمة الأئمّة الاثني عشر(ع) هي من أهم العقائد الأساسية التي يعتقد بها الشيعة والتي هي غير قابلة للنقاش.