48يرى بعض أهل السنة انّها تتنافى مع القول بعصمة من تناولتهم، مثل الآيات الدالّة على معصية آدم(ع) ويونس(ع) وبعض الأنبياء الآخرين.
ولكن الشيعة يذهبون إلى أنّ هذه الآيات تؤوّل وتفسّر بغير ما يستنبطه علماء أهل السنّة، حيث يثبتون أنّ القرآن الكريم نفسه قد برّأ الانبياء من الخطأ، وأيضاً يثبتون ذلك بالأدلّة العقليّة.
فالقرآن قد مجّد الأنبياء في كثير من آياته ومدحهم واعتبرهم منزّهين عن وساوس الشيطان الذي لا سلطان ولا ولاية له عليهم، وأكّد على أنّهم يتمتّعون بسموٍ أخلاقي وروحي، وليس ذلك سوى العصمة بذالتها. ومن هذه الآيات الدالة على عصمة الأنبياء(ع) قوله تعالى: مٰا أَرْسَلْنٰا مِنْ رَسُولٍ إِلاّٰ لِيُطٰاعَ بِإِذْنِ اللّٰهِ). 1
ومن المؤكّد أنّ هذه القاعدة التي ذكرتها الآية الكريمة مطلقةٌ وتشمل جميع الأنبياء، ومن البديهي أيضاً أن وجوب الطاعة التامّة للأنبياء يستلزم عصمتهم(ع) ويستمدّ شرعيّته منها تماماً؛ لأنّه من غير الممكن أن يرسل الله تعالى رسولاً ويأمر بطاعته طاعةً عمياء مع إمكان ارتكابه الذنب عمداً أو سهواً.
وهناك آيات عديدةٌ أُخرى يمكن الاستدلال بها على عصمة الأنبياء(ع).
والظاهر أنّ من شكّك في عصمة الأنبياء(ع) استناداً لبعض الآيات القرآنية، غافلٌ عن هذه الآيات التي تثبت عصمتهم بشكل صريح. فالأجدر حين الاستدلال بالآيات القرآنية التركيز على سائر الآيات كي لا نقع في تهافت أو تناقض في الاستنتاج.