39ومن الواضح أنّ هذا الإمام العظيم قد أوفى بما عاهد عليه أباه، وخيرُ دليلٍ على ذلك انتساب المذهب برمّته إليه(ع). وكنموذج على جهوده، نذكر أحد تلامذته، وهو أبان بن تغلب، فهو وحده روى عن الإمام جعفر الصادق(ع) ثلاثين ألف حديث. 1 ويقول الحسن بن علي الوشاء: «أدركت في هذا المسجد - يعني مسجد الكوفة - تسعمائة شيخ، كلٌ يقول(ع) حدثني جعفر بن محمّد». 2
ومن البديهي حينئذٍ أن يتمسّك بهذا الإمام العظيم ويرجعون إليه في الأمور العلمية، ويجعلونه مرجعاً لهم في جميع أُمورهم.
ه- منشأ علوم أهلالبيت(ع) وسعتها
من وجهة نظر المذهب الشيعي فإنّ أهلالبيت المعصومين(ع) لهم شأنٌ رفيعٌ من الناحية العلمية ويمكننا إدراك مدى اهميّة هذه المنزلة العلميّة التي لانظير لها من خلال منصب إمامة الأمّة الذي أنيط بهم. وقد قلنا سابقاً إنّ الإمام هو أعلم الأمّة وأعرفها بتعاليم الإسلام المختلفة، وهذا بنفسه يعود إلى خصوصية علم الإمام(ع).
فنجد أنّ الإمام علي(ع) يصرّح واصفاً نفسه(ع) «ينحدر عنّي السيل، ولا يرقى إليّ الطير». 3 ورويت أيضاً عن النبيّ الأكرم(ص) أحاديثٌ كثيرةٌ حول عترته الطاهرة، كقوله(ع) «فلا تسبقوهم فتهلكوا، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم». 4