40وفي روايات أخرى وصف هؤلاء الأئمّة الربانيّون بأنّهم خزّان علم الله وموضع أسراره وترجمان وحيه والراسخون في العلم. 1
ومن خلال ذلك يتبيّن أنّه لا شك في كون علمهم(ع) فريداً من نوعه وله خصوصيّاتٌ تميّزه، ولكنّ النقاش المطروح بين الباحثين وعلماء الكلام يرور حول منشأ هذا العلم وسعة نطاقه.
وأهم سؤال يُطرح حول علم الأئمّة(ع) فهو(ع) هل أنّ علوم الأئمّة(ع) يقتصر على المسائل والأحكام الظاهرية، أم أنّه يشمل الأمور الخارجية والغيبيّة؟
لابدّ لنا أوّلاً أن نعلم أنّ العلم بالأمور الخفيّة والغيبية والإطلاع على المواضيع الخارجية بشكل غير متعارف هو من خصائص الله تعالى العالم بالغيب والشهادة، والمحيط بكل شيء. ولكن من الممكن - عقلاً ونقلاً - للخواص وأصحاب النفوس الطاهرة المطهّرة ممّن هم على ارتباط وثيق بالله تعالى، ونفوسهم مرتبطة بساحة قدسه، أن يطّلعوا على هذه العلوم.
فالعقل لا يرى مانعاً من الاطلاع على الأمور الخفيّة بوساطة القدرة والرحمة الإلهية غير المتناهية. والقرآن الكريم يؤكّد على أنّ بعض الأنبياء والعباد المخلَصين كانوا مطّلعين على مثل هذه الأمور، كما يخبرنا عن حصول مثل ذلك لأُناس أبرار مع أنّهم لم يكونوا أنبياءَ أو معصومين، مثل أمّ النبيّ موسى(ع).
إذن، عندما نأخذ بنظر الاعتبار المقام الرفيع لأهلالبيت(ع) وما هم عليه من منزلة العصمة ومسؤولية الإمامة الحسّاسة بحسب المفهوم الشيعي لها، فإنّه من المنطقي جداً أن يكرمهم الله تعالى بالاطلاع على الأمور الخفية والغيبية.