50
لنقضتُ البيت ثُمَّ لبنيته على أساس إبراهيم عليه الصّلاة والسّلام؛ فإنَّ قريشاً استقصرت بناءه، وجعلت له خلفاً» 1.
وأخرج عنها - بلفظ آخر - أنّ رسول الله (ص) قال:
لولا أنَّ قومك حديث عهد بجاهلية، لأمرت بالبيت فهُدم، فأدخلت فيه ما أُخرج منه، (وألزقته) بالأرض، وجعلت له بابين، باباً شرقياً وباباً غربياً، فبلغتُ به أساس إبراهيم.
فذلك الّذي حمل ابن الزُبير عليه هدمه 2.
وأخرج مسلم في صحيحه، بسنده عن عائشة أيضاً، قالت:
سمعت رسول الله(ص) يقول: "لولا أنَّ قومك حديثو عهد بجاهلية (أو قال بكفر)، لأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله، ولجعلت بابها بالأرض، ولأدخلت فيها من الحجر" 3.
وأخرجه النسائي في «السُنن الكبرى» عن عائشة أيضاً، قالت:
«إنَّ رسولالله (ص) قال: " لولا أنَّ قومك حديثو عهد بجاهلية، لهدمت الكعبة وجعلت لها بابين". فلمَّا ملك ابن الزبير، جعل لها بابين» 4.
وبلفظ آخر، قالت:
إنَّ رسول الله(ص) قال: "ألم تري أنَّ قومك حين بَنوا الكعبة اقتصروا على قواعد إبراهيم؟!" فقلت: يا رسول الله، ألا تردّها على قواعد إبراهيم؟ قال: "لولا حدثان قومك بالكفر" 5.
فإذا كان هذا شأن رسول الله (ص) مع القوم، فأمير المؤمنين أعذر. خصوصاً مع الأخذ بعين الاعتبار الآيات الكريمة الّتي تأمر بطاعة الرّسول (ص) والاستِنان بسُنَّته، كقوله تعالى: (قُلْ أَطِيعُوا اللّٰهَ وَ الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللّٰهَ لاٰ