39بيِّنة، وشواهده لائحة، وأوامره واضحة. أرغبة عنه تريدون، أم بغيره تحكمون؟! بِئْسَ لِلظّٰالِمِينَ بَدَلاً (الكهف: 50)، (وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلاٰمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخٰاسِرِينَ) (آلعمران: 85). ثمّ لم تلبثوا إلاّ ريث أن تسكن نفرتها، تسرون حسواً في ارتغاء، ونصبر منكم على مثل حزِّ المدى، وأنتم الآن تزعمون ألاّ إرث لنا (أَ فَحُكْمَ الْجٰاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَ مَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّٰهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) ؟! (المائده: 50)
يا ابن أبي قحافة، أترث أباك ولا أرث أبي؟! لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا (مريم: 27)، فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك، فنعم الحَكَم الله، والزعيم محمّد، والموعد القيامة، وعند السّاعة يخسر المبطلون لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَ سَوْفَ تَعْلَمُونَ (الانعام: 67).
ثُمَّ انكفأت إلى قبر أبيها..
قال: «فحمد الله أبو بكر وصلّى على محمّد وآله، وقال: يا خير النّساء، وابنة خير الأنبياء، والله ما عدوت رأي رسول الله (ص) ،ولا عملت إلاّ بإذنه، وأنَّ الرّائد لا يكذب أهله، وإنِّي أشهد الله وكفى بالله شهيداً، وإنِّي سمعت رسول الله (ص) ،يقول: «إنّا معاشر الأنبياء لا نُورِّث ذهباً ولا فضّة، ولا داراً ولا عقاراً، وإنِّما نورِّث الكتاب والحكمة، والعلم والنّبوة».
قال: فلمّا وصل الأمر إلى علي بن أبيطالب (ع) ،كُلِّم في ردِّ فدك، فقال: «إنِّي لأستحيي من الله أن أردَّ شيئاً منع منه أبوبكر وأمضاه عمر» 1.
فالنّاظر في كلام السيّد المرتضى، في المورد الّذي نقله إحسان إلهي ظهير، يجد من الواضح أنَّه بصدَد نقل خطبة الزّهراء عليها السلام من طرق السنَّة، كما يصرّح بذلك في قوله:
«فقد روى أكثر الرواة الذين لا يُتَّهمون بتشيُّع ولا عصبية فيه. من كلامها عليها السلام...» 2. والعبارة الّتي نسبها إلهي ظهير - كما يظهر من سياق كلامه المتقدِّم - إلى السيّد المرتضى، ليست له في الواقع، وإنَّما هي فقرة من رواية عروةبن الزبير عن عائشة، لخطبة الزّهراء عليها السلام ، وقد أورد المرتضى هذه الخطبة