36غير أنّ إحسان ظهير دلَّس هنا في أكثر من موضع؛ فتارة ينسب عبارة القاضي إلى السيّد المرتضى، كما تقدَّم، وتارة أُخرى يقتطع فقرة من رواية سنيَّة أوردها السيّد المرتضى في مقام الردِّ على القاضي، وينسبها إلى السيّد المرتضى، كما في المورد.
وقد أصرّ إحسان ظهير على ذلك بشكل كبير، ولا نعرف السّبب الحقيقي وراء ذلك؛ هل أنَّه التبس الأمر عليه، أم قَصَد ذلك لأجل التّدليس والإيهام ؟!
ونحن لا نشكّ في قصده التّدليس في المورد؛ لوضوح عبارة السيّد المرتضى.
فقد ادّعى القاضي عبد الجبار في كتابه «المغني» بأنَّ فاطمة عليها السلام لمّا سمعت حجّة أبي بكر، كفَّت عن الطَلب. قال:
«إنّ فاطمة عليها السلام لمَّا سمعت ذلك، كفَّت عن الطلب، فأصابت أوَّلاً وأصابت آخراً» 1.
وأجابه السيّد المرتضى بأنَّ فاطمة عليها السلام إنِّما كفَّت عن الطلب الّذي هو المنازعة والمشاحّة، لكنَّها عليها السلام انصرفت مُغضبة مُتظلّمة مُتألِّمة، واستشهد على ذلك بروايات السنَّة، قال:
فلعمري أنَّها كفَّت عن الطّلب الّذي هو المنازعة والمشاحّة، لكنَّها انصرفت مُغضبة مُتظلِّمة مُتألِّمة، والأمر في غضبها وسخطها أظهر من أن يخفى على مُنصِف؛ فقد روى أكثر الرواة، الذين لا يُتَّهمون بتشيّع ولاعصبيّة فيه، من كلامها عليها السلام في تلك الحال، وبعد انصرافها عن مقام المنازعة والمطالبة؛ ما يدلّ على ما ذكرناه من سخطها وغضبها 2.
ثُمَّ ذكر السيّد المرتضى، خطبة الزّهراء عليها السلام كمثال من تلك الروايات، حيث نقلها من طريق عروة عن عائشة، ومن طريق عبيد الله بن محمّد بن حفص التّيمي (ابنعائشة). وإليك نصّ كلام السيّد المرتضى في كتابه «الشّافي»، حيث قال:
فأمَّا قوله: «إنّ فاطمة عليها السلام لمَّا سمعت ذلك كفَّت عن الطّلب، فأصابت أوَّلاً