33
يعطيه، فلمّا ولَّى معاوية مروان المدينة المرّة الآخرة، ردَّها عليه بغير طلب من مروان، وردَّ عليه غلَّتها فيما مضى، فكانت بيد مروان 1.
ثُمَّ توالت عليها أيدي بني أُمية بعد مروان، حتّى خلصت لعمر بن عبدالعزيز بن مروان. قال البلاذري:
إنَّ عمر بن عبد العزيز خطب النّاس فقال: «إنّ فدك كانت ممَّا أفاء الله على رسوله، ولم يُوجِف المسلمون عليه بخَيل ولا رِكاب... ثُمَّ وَلِيَ معاوية، فأقطعها مروان بن الحكم، فوهبها مروان لأبي ولعبد الملك، فصارت لي وللوليد وسليمان، فلمَّا وليَ الوليد، سألته حصّته منها فوهبها لي، وسألت سليمان حصّته منها فوهبها لي، فاستجمعتُها، وما كان لي من مال أحبُّ 2 إليَّ منها، فاشهدوا أنِّي قد رددتُها إلى ما كانت عليه» 3.
ثُمَّ إنَّه قام بردِّها إلى ولد الزّهراء عليها السلام . قال ياقوت الحموي في «معجم البلدان»:
«فلمّا ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة، كتب إلى عامله بالمدينة يأمره بردِّ فدك إلى ولد فاطمة رضى الله عنها ،فكانت في أيديهم في أيَّام عمر بن عبد العزيز» 4.
ولكن لمّا توفّي عمر بن عبد العزيز، وولي يزيد بن عبد الملك، أخذها من ولد فاطمة عليها السلام . قال ياقوت:
«فلمّا وُلِّي يزيد بن عبد الملك، قبضها، فلم تزل في أيدي بني أُمية» 5.
وفي زمن العبّاسيِّين ردَّها أبو العبّاس السّفاح - عندما تقلَّد الأمر - على عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي أمير المؤمنين (ع) ، وأخذها أبو جعفر المنصور في زمانه منهم، وردَّها المهدي بن المنصور على ولد فاطمة عليها السلام ، وأخذها موسى بن المهدي وأخوه من أيديهم، فلم تزل عندهم حتّى زمن المأمون، حيث ردَّها إلى أولاد فاطمة. قال ياقوت الحموي: