50وهذا يثبت كونه داعية إلى مذهبه؛ لأنَّ الشتم على المنابر من أعظم الدعوة. وذكر كونه داعية إلى مذهبه أيضاً ابن الجوزي بقوله: «... وكان داعية إلى مذهبه...». 1
ومع كل ما تقدَّم، فهو من شيوخ البخاري في الرواية، وخرّج له في صحيحه، وأمّا مسألة رجوعه عن النصب، فقد ذكر غير واحدٍ من الرجاليين خلاف ذلك، وهذه أهمّ الأقوال في ذلك: ذكر الجزري عدم صحّة نسبة التوبة لحريز عن النصب بقوله:
«... وأبو عثمان حريز بن عثمان... كان ناصبياً يبغض علياً، ويسبّه كل يوم سبعين مرّة بكرة، وسبعين مرّة عشاءً، وحكي عنه التوبة من ذلك، ولا يصحّ...». 2قال ابن حِبّان: «وكان داعية إلى مذهبه، وكان علي بن عياش يحكي رجوعه عنه، وليس ذلك بمحفوظ عنه» 3، وذكر مثل ذلك أيضاً ابن الجوزي. 4
و - ذكرنا فيما سبق في ترجمة الجوزجاني من أنَّ النصب قد يودِّي بصاحبه إلى وضع الحديث، وتوجد إشارات في كتب الرجال تومئ إلى أنَّ هذا الرجل قد ابتُليَ بذلك، فقد ذكر ابن الجوزي ذلك بقوله: «... وذكر أبو الفتح الأزدي أنَّ حريز بن عثمان روى أنَّ النبي لمَّا أراد أن يركب بغلته، جاء علي فحلَّ حزام البغلة؛ حتى يقع رسول الله، ومن هذه حالته، لا يروى عنه». 5
وذكر ذلك أيضاً ابن حجر، إذ قال هناك:
«... وحكى الأزدي أنَّ حريز بن عثمان روى... قال الأزدي: مَن كانت هذه حاله، لا يروى عنه. قلت [والكلام لابن حجر] 6: لعلَّه سمع هذه القصَّة أيضاً من الوليد». 7
وقال ابن عدي: