51
... وقال يحيى بن صالح الوحاظي 1: أملى عليّ حريز عن عبد الرحمن بن ميسرة عن النبي (ص) ، وروي عن الوحاظي هذا الحديث أيضاً، عن حريز عن سليم بن عامر عن أبي أمامة عن النبي (ص) ، حدَّثنا في تنقص علي حديث لا يصلح ذكره في الكتاب، معضل منكر جداً، لا يروي مثله مَن يتَّقي الله، قال الوحاظي: فلمّا حدَّثني بذلك، قمت عنه وتركت الكتابة عنه. 2
والنقل عن حريز تام السند، ونقل قول الوحاظي هذا عن ابن عدي 3 أيضاً، وقد ذكر نفس القصة، لكن بشيءٍ من التفصيل والذكر لنص الحديث المُنكَر، ابن أبي الحديد المعتزلي، وهذا هو نصّ ما قاله:
قال محفوظ: قلت ليحيى بن صالح الوحاظي: قد رويت عن مشايخ من نظراء حريز، فما بالك لم تحمل عن حريز؟ قال: إنِّي أتيته فناولني كتاباً، فإذا فيه: حدَّثني فلان عن فلان أنَّ النبي (ص) لمّا حضرته الوفاة أوصى أن تُقطَع يد علي بن أبي طالب. فرددت الكتاب، ولم استحل أن أكتب عنه شيئاً. 4
و- وأخيراً ورد عن يحيى بن صالح نفسه، قال:
وقال غنجار: قيل ليحيى بن صالح: لِمَ لمْ تكتب عن حريز؟ فقال: كيف أكتب عن رجلٍ صلَّيت معه الفجر سبع سنين، فكان لا يخرج من المسجد حتى يلعن علياً سبعين مرة. 5
فتلخّص ممّا تقدّم أنّ حريز بن عثمان هذا رجل ناصب للعداء لعليّ بن أبيطالب عليه السلام ، ويتّخذ النصب ديناً - إذ كما مرّ أخيراً أنَّه لا يخرج من المسجد إلاّ بلعن علي عليه السلام ، وهذا هو الابتداع بعينه - . وذكر عدم صحّة رجوعه عن النصب غير واحد -كما مرَّ بشهادة