28
فٰاطِرِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ ) 1، فالإنسان يفرّ من النقص تبعاً لفطرته الساعية نحوالكمال. يقول الإمام الخميني(قدسسره) في إثبات التوحيد، مستنداً إلى تعاليم أُستاذه آيةالله الشاهآبادي، ما نصّه: «إعلم أنَّ من الفُطر التي (فَطَرَ النّٰاسَ عَلَيْهٰا) فطر الفرار والابتعاد عن النقض، وكل ما يوجب ذلك والإنسان يفر منه؛ لأنّه يعلم أنّ فيه نقص وعيب، وعليه فالنقص والعيب يوجب الفرار والابتعاد فطريّاً، وما فيه الكمال المطلق يوجب التعلق به، فإذن ما يوجب التوجه إليه بالفطرة فهوأمر واحد أحد؛ لأنّ الكثير والمركب ناقص، والكثرة لا تكون بلا محدودية، والمحدود ناقص، وموجب للفرار الفطري لا التعلق.
إذن من هذين الفطرتين، فطرة التعلق بالكمال المطلق، وفطرة الفرار والابتعاد عن النقص، يثبت التوحيد». 2
وفي مجال إيضاحه لشعار التوحيد، يقول المفسِّر والحكيم آية الله الجوادي الآملي، من تلامذة الإمام الخميني(قدسسره)، ما يلي: «لقد بيَّن علماؤنا الكبار بأنَّ هناك فطرتين: فطرة أصيلة، وفطرة تابعة. ففي حين تسعى فطرة الأصل نحوالكمال، تفرّ الفطرة التابعة من النقص. ونلاحظ من سيرة إبراهيم الخليل(ع) أنَّه ينادي ربَّه بفطرة الكمال حيناً، فيقول: (إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضَ ) 3، ويفرّ من النقص بالفطرة التابعة حيناً، عند ما يصرّح (لاٰ أُحِبُّ الْآفِلِينَ ) . 4 فلا توجد هناك فطرتان مستقلتان منفصلتان، بل