29فطرة أصيلة وأُخرى تابعة» 1.
ويتبيّن مما تقدم ذكره أن القرآن اهتمّ بمسألة (نفي الآلهة) وإعلان براءةالله ورسوله من الشرك وعبادة الأوثان، وبيّن بأنّ إثبات الله تعالى أوالتوحيد لا يحتاجان إلى استدلال وإثبات؛ لكونهما أمرين فطريين وان كان يستدلّ لاثبات التوحيد بالبراهين.
وبالنتيجة يكون المعنى المطابق لقوله (لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اللّٰهُ ) هورفض للآلهة والطواغيت، والشهادة به تعني إعلان البراءة من هؤلاء.
وغني عن القول إنَّ العلماء الأصوليين تناولوا كلمة (لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اللّٰهُ ) الطيّبة في بحث (الاستثناء)، 2 وردُّوا على الإشكاليات الواردة على التفسير الذي قدَّمناه منها.
ومن المناسب أن نذكر هنا أحد هذه الإشكالات، والردّ الذي قدَّمه الإمام الخميني(قدسسره). يقول(رحمه الله): «قال بعضهم: إن لم تكن (إلّا) للاستثناء، ولم تثبت(الله) بعد ما نفت ما سواه في(لا إله)، فكيف كان يقبل الرسول إسلام مَن نطقوا بهذه الشهادة؟! فإن لم تثبت هذه الكلمة ألوهيَّة الربّ، لا تُجدي نفعاً في الإقرار بالوهيّته» 3.
وقد ردَّ الفقهاء في مصنفاتهم بأجوبة مختلفة لهذا الإشكال، وكذلك ردّه الحكماء والفلاسفة بأجوبة فلسفية ولكن نكتفي هنا بذكر جواب متين