30ومطابق للمعطيات التأريخية، وهوما جاء به الإمام الخميني(قدسسره)، حيث يقول:
«لقد كان المشركون في عهد الرسول يقرّون بالله، ولكنَّهم اتَّخذوا الأصنام كوسيط وشفيع بينهم وبين الله، وكانوا يتقرَّبون بها إليه. إذن، النطق بالشهادة الأُولى وقبول الرسول بها، إنَّما كانت لنفي الآلهة والأصنام، وليس إثباتاً لوجود الله؛ لأنَّ هذا الأمر كان محسوماً ومفروغاً منه». 1
التوحيد في العبودية
لا يجوز للإنسان، بعد رفض القرآن للآلهة وإثبات التوحيد الإلهي، أن يرضخ ويستسلم لغير الله العلي العظيم، وهذا ما جاء به الرُسل كافّة. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (وَ لَقَدْ بَعَثْنٰا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللّٰهَ وَ اجْتَنِبُوا الطّٰاغُوتَ ) . 2 فالطاغوت هو(عبارة عن: كلّ مُتعدّ وكلّ معبود)، 3 وكلّ سلطة وإرادة صارفة عن طريق الحقّ من دون الله، و (الاجتناب) منه يعني رفضاً للعبودية وللاستسلام لغير الله، وهذا ما كلّفت به كافّة الأُمم والشعوب. فلا طاعة ولا استسلام ولا عبودية في جنب الله، صنماً كان من صنع البشر، أم إنساً اوجانّاً طاغٍ، مدّع للربوبيّة، كفرعون عند ما ادَّعى: (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلىٰ ) 4.
وعلى هذا الأساس قارع الرسل هذا الطغيان وقاموا برفضه والبراءة منه، وقد كان في سيرة الرُسل، كنوحٍ وهود وإبراهيم ما يعكس هذا الموقف