27«إنّ الاجتناب والابتعاد أحد مبادئ الحياة السليمة، والنفي والإثبات والسلب والإيجاب، والترك والفعل والإعراض والتوجُّه، هما وجهان توأمان لهذه الحياة؛ فبالنفي والسلب نحصل على الإثبات والإيجاب، ونحقِّق الفعل والتوجُّه بالترك والإعراض؛ فكلمة التوحيد، أي: (لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اللّٰهُ ) نافية مُثبتِة، فليس هناك توحيد دون رفض ما سوى الله؛ ولهذا يقترن العصيان مع التسليم، والكفر مع الإيمان، فالتسليم لله هوالعصيان لغيره، والإيمان به الكفر بما سواه، وأيّ إيجاب وإثبات يلزم السلب والرفض: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّٰاغُوتِ وَ يُؤْمِنْ بِاللّٰهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقىٰ ) . 1 و 2
«ممّا لاشكَّ فيه أنَّ دعوة القرآن تستند إلى التحرّر من غير الله إلى عبوديته، ومن طاعته إلى مخالفة وعصيان غيره. فكلمة (لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اللّٰهُ ) ، وهي دعامة الإسلام الأساسية، إنَّما استندت على النفي والإثبات، والسلب والإيجاب، والكفر والإيمان، والعصيان والتسليم، نفي وسلب وكفر وعصيان لغير الحق، وإثبات وإيجاب وإيمان وتسليم لذات الحق. نعم، فشهادة الإسلام الأُولى لم تكن مجرَّد (لا)، كما لم تكن مجرَّد (نعم)، إنَّما هي تأليف بينهما» 3.
وينطبق كلام اكابر أهل المعرفة أيضاً في مجال فطرية أصل وجود الله ووحدانيته على هذا المعنى من كلمة (لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اللّٰهُ ) .
كما انّ اعتقادهم بان اصل وجود الله تبارك وتعالى وتوحيده فطريّ للانسان، كما يكون المعاد فطرياً له. كما ورد في كلام الله: (أَ فِي اللّٰهِ شَكٌّ